همومي تزيد...تركيزي يقل....متعتي تتلاشيى...!

أعرف ان كان هذا يحدث معكم أم لا .. لذا فآراءكم تهمني ..



بعد 12 سنة دراسة بالمدارس .. وست سنوات بالجامعة .. بالإضافة إلى ما تخلل حياتي من مشاكل مختلفة .. أشعر ان جزءاً من كياني الطيب يتلاشى شيئاً فشيئاً ..



وكأنني اتحول إلى شئ آخر .. بلا روح ..







من شدة الألم والهموم .. وصلت لمرحلة تقترب من الجنون ..



تشعر ان هناك اشياء لازم تفعلها غصب عنك شئت أم ابيت .. وحتى عندما أفعلها واقوم بواجباتي .. لا تتوقف الهموم والمشاكل عن المجئ ..



مواقف تفرض عليك الوحدة "لأن لا احد يشعر بك" .. قلة النوم من الهم والتفكير اللامجدي .. واحياناً ليست بقليلة بكاء ودموع نتيحة الشعور بالعجز ..



ترى الدنيا تؤذي من تحبهم وانت لا تستطيع فعل شئ له ..



ترى من تحبهم يتقاتلون مع بعضهم .. تنتشر العداوة والكراهية ..وهل من سبب يستحق ذلك !!



عصبية .. ناس مكشرة .. استغلاليون .. عوائق ..



لم أعد افرق بين طعم الموز والتفاح .. او اللحم او الدجاج كما في السابق ..



وبعض المرات انسى وضع السكر بالشاي .. مع ذلك اكمل شربه دون التفكير بالعودة لوضع سكر .. بدأت افقد الحماس ..



كلما حاولت التحمس .. كلما اعتقدت انني سانتهي من تلك الدوامة وسابدأ بتحقيق السعادة .. صدمت بالمستقبل الذي لجيه الكثيييير من المطالب التي لا تنتهي .. والتي اساسها الماديات التي اصبحت لغة كل شئ ..





وللأسف حسبما أرى .. فالماديات تغير نفوس من يسعون وراءها .. لدرجة انهم يسعون لجني المال دون الاستمتاع به .. او توريط نفسهم بديون لا أمل من سدادها !!



لقد حلمت بأحلام .. وسعيت وراءها .. لم اعترض على شئ .. "ربما اشتكيت او ابديت استيائي .. لكنني بالنهاية استمر ولا اتوقف" ..



مع ذلك .. فلازلت اسعى واسعى .. افكر وافكرر .. ووصلت لمرحلة من اللامشاعر ..



فقدت مذاقي لطعم الأشياء .. فقدت بسمتي وفرحتي بأشياء بسيطة ..



لم اعد اشاهد الأنمي او اقوم بأي هواية .. لم اعد استطيع رؤية التلفاز بوضوح .. لم اعد اطيق الكثير من الأشياء .. ولم اعد اعرف معنى النوم بدلا من التقلب بلا فائدة على السرير ..



الظروف كانت قوية بما يكفي .. ومشاغل الحياة تسرق مننا العديد من الأشياء ..



عندها نفقد حلاوة روحنا .. ننسى اننا بشر ذو مشاعر رقيقة .. فقد كنا اطفالا بيوم ما .. لم نخلق وحوشاً لكي تحولنا الدنيا لوحوش جامدة القلب عديمة المشاعر ..





لا اعرف ما هو الحل .. فقد فالدنيا تحبرنا على روتين ممل بحياتنا .. عمل ودراسة .. بعدين كما يقول من حولك لازم زواج وفتح بيت واسرة ..



طيب وانا ؟؟ اين انا من كل هذا ؟! اين سعادتي انا ؟؟



فما الذي اريده حقاً من هذه الدنيا ؟؟!





لا اعتقد أنها الفلوس .. فهي موجودة والحمد لله .. لكن مافي النفس اللي تصرف .. مع اني سابقاً كنت محروم منها واعتقدت انها ستمحو عحزي وهمي ..



أشك انه الحب والزواج "فتاة في حياتي" .. فالمسألة اصبحت اشبه بمتطلبات كثيرة عليك شراءها وتجهيزها .. أي مسألة مادية بالنهاية ؟!



قد تكون الأشياء واللحظات البسيطة كعالم الأنمي بما فيه من خيال جميل أو الحلوى .. او الهدايا البسيطة من أشخاص طيبين لا ينتظرون منك اي مقابل .. او اصدقاء يحبونك لشخصك مهما كانت طريقة تفكيرك .. أو شخص يفهمك ويشعر بك .. لكنها كلها تجلب سعادة مؤقتة ..



اعتقد أن ما اريده فقط .. وما سيجعلني ارضى تماماً .. أن تتوقف المشاكل عن الحدوث .. يتوقف الناس عن مصارعة بعضهم .. أن يسامحني الناس وأسامحهم .. ان يعاملني الناس كطفل انساني .. وليس كوحش انساني او آله او اسم على ورق !!





ان نحب بعضنا ونحترم بعضنا .. ليس لأننا مسلمين او عرب او او .. بل لأننا بشر ولدنا طيبين منذ البداية .. قبل كل شئ ..



أتمنى ان اصنع شيئاً في حياتي .. يمثل ارادتي الخاصة .. شئ اختاره بنفسي واقتنع به .. بدلا من الانخراط في روتين الدنيا مدى حياتي ..



عندها فقط قد اشعر بمعنى كلمة "سعادة نفسي وحلاوة روحي" ؟!



:



مهما كانت الدنيا قاسية معك .. لا تجعل احلامك واهدافك تهلك بالك وفكرك .. لا تلم نفسك كثيراً .. ولا تشعر نفسك بالذنب لأنها بداية ابليس في تحويلك إلى وحش ..



إن العيب في تلك الدنيا الغدارة .. وليس فينا .. فلو كانت الدنيا اسهل واجمل .. لما تحول الكثيرون إلى وحوش ..



العيب اننا سمحنا لتلك الدنيا ان تفقدنا شعورنا بانفسنا .. لتحولنا لأشخاص انانييت وصوليين .. حزينين وباردين ..



تذكر براءتك في الطفولة .. تذكر أن أغلى مافي الدنيا هو اصل روحنا الطيبة البريئة ..



إن كنت قد تحولت إلى وحش .. فحاول قدر المستطاع أن تعود إلى انسانيتك فيما تبقى من عمرك "حتى وإن كان سيتسبب ذلك في خسارة للكثير من المتاع" ..







فهل لازلت تحتفظ بحلاوة روحك .. بابتسامتك لنفسك "قبل غيرك" ؟!



سأكون سعيداً .. إن فهم أحد ما اعني